وتستمر الأجندات الخارجية بفرض الحصار في الداخل السوري من خلال إغلاق المعابر لمنع دخول أي مساعدات من الخارج ولتسير مشاريعها على حساب الشعب السوري.
ويرى محللون مختصون بالشأن السوري أن إغلاق المعابر لعبة من روسيا وتركيا تعمل عليها لشل الاقتصاد في الداخل والتحكم في نهب الخيرات، وفتح المعابر بين النظام والمعارضة خطة استعمارية لإخضاع الشعب السوري ولمنع دخول المساعدات والتحكم بنهب خيرات سوريا.
وفي السياق أجرت وكالة فرات للأنباء لقاء مع نائب الرئاسة المشتركة في الهيئة التنفيذية لشمال وشرق وسوريا حمدان العبد والذي شدد على وحدة الأراضي السورية أرضا وشعبا.
واستهل حمدان العبد حديثه قائلاً: “لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة في سوريا عموما وشمال وشرق سوريا خصوصا بالتزامن مع انتهاكات الدولة التركية وقانون قيصر أدى إلى ارتفاع سعر الدولار وإغلاق المعابر ما أثر سلبا على الشعب السوري عموما، وتشكل المعابر صلة وصل بين النظام السوري والإدارة الذاتية للتبادل الاقتصادي ضمن الإدارة والداخل السوري".
وأوضح العبد: "تعد مناطق شمال وشرق سوريا السلة الغذائية لعموم سوريا إذ تنتج معظم الثروة الزراعية، ورغم الإمكانيات الضعيفة استطاعت الإدارة الذاتية تطوير المنشئات الحيوية التي تهم الشعب السوري للارتقاء بالمستوى المعيشي في سوريا، وارتفاع الدولار وهبوط الليرة السورية أثر سلبا على سوريا عموما.
وأشار حمدان إلى أنه "طُلب من الادارة الذاتية التعامل بغير الليرة السورية، لكن ومن أجل الحفاظ على وحدة التراب السوري أرضا وشعبا بغض النظر عن التباينات السياسية تم رفض المقترح من قبل الادارة الذاتية لأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
فتح المعابر شمال غربي سوريا مخالف للقوانين الدولية
“أرادت الدولة الروسية بالتنسيق مع الدولة التركية فتح 3 معابر في حلب وإدلب، ومردود المعابر يعود إلى الدولة التركية والمرتزقة التابعين له، لمحاربة الشعب السوري بلقمة عيشة بكافة الأساليب المتاحة”.
وأشار العبد إلى أن كل من "تركيا وروسيا يتدخلان في الشائن السوري لحماية الإرهابيين المتواجدين في إدلب والمتمثلين بفصائل متعددة منها جبهة النصرة وداعش وبعض الفصائل المجندة لصالح تركيا، بهدف تمرير مشروع أردوغان الإخواني على مجمل الجغرافية السورية".
ولفت حمدان العبد إلى "الدولة الروسية قامت بحق الفيتو في مجلس الامن لأغلاق المعابر بالتزامن مع منع تدفق نهر الفرات ودجلة إلى سوريا العراق ضاربة المواثيق الدولية كافة عرض الحائط، وتهدف الأجندات الخارجية إلى فرض السيطرة على الإدارة الذاتية، والقبول بالقرارات التركية لإخضاع الشعب السوري".
وعبر العبد عن أسفه أن يكون هناك معابر حدودية جمركية في الداخل السوري بين مدينة والأخرى، مؤكدا "بحسب القوانين الدولية يمنع تشكيل معابر بين المدن، ومن أسباب إغلاق المعابر الضغط على الفرقة الرابعة والتي تنتمي لإيران، والفيلق الخامس تابع لروسيا لكسب الموارد الجمركية، والضغط على الإدارة الذاتية، ولتمرير مشروعها لسلب ونهب خيرات سوريا.
ولفت العبد إلى أن “الأمم المتحدة طالبت 10 مليار دولار لمساعدة الشعب السوري ولكن تم جمع 5.6 مليار للمساعدة الإنسانية للداخل السوري وإغلاق المعابر من قبل روسيا، لعدم إدخال المساعدات إلى الداخل السوري".
وقال العبد: في الإدارة الذاتية لا نقبل بالتعامل مع دول محتلة وعلى الجانب السوري رفض فتح المعابر مع الإرهابيين المرتزقة في الجانب الآخر لسوريا، وهذا في ظل سعي لإحداث اعتراف بشرعية الاحتلال لإدلب وعفرين ورأس العين وتل أبيض.
وطالب العبد "بسوريا موحدة وفق دستور سوري يحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري، ونتمنى إيجاد حل للقضية السورية وفق أسس سلمية تراعي كافة شعوب المنطقة".
وناشد حمدان العبد في ختام حديثه "الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأن تقوم بفتح المعابر في سوريا عموماً من أجل تمرير المساعدات الإنسانية ولتخفيف وطأة الحصار المطبق على سوريا".